بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته
كيف تتكون سلاسل جبال الألب
إن جبال الألب كما هو حال جميع سلاسل الجبال تتكون نتيجة لآلية تصادم الطبقات التي تكون سطح الأرض (تكتاتونية الطبقات: جزء من علم الأرض يبحث في بنية القشرة الأرضية وما ينشأ فيها من تغيرات بفعل القوى الباطنة، ودراسة الظواهر البنيوية للأرض وأسبابها)، في الواقع تتكون الأرض من طبقات كبيرة يصل عددها إلى حوالي خمسة عشر طبقة تتكدس على باطن الأرض العميق (النطاق الذي يقع بين القشرة الأرضية واللب ويتركب من مواد فوق قاعدة كغطاء) والذي يكون ساخناً ورخواً وقابلاً للتشكيل. في حين تكون الطبقات نفسها صلبة جدا وتتحرك من مكانها. ويصل سمكها إلى ٣٠ كم تزداد في قاع القارات وتقل في قاع المحيطات، فالطبقات تتحرك بالنسبة لبعضها لأن باطن الأرض التحتي (والذي يصل سمكه وحده إلى ٣٠٠٠ كم) يكون به خلايا تصاعدية عبارة عن لفائف تتحرك صعودا وهبوطا كما يحدث في إناء على النار حيث يكون الماء الساخن في القاع خفيف فيصعد إلى أعلى والماء البارد على السطح يهبط إلى أسفل.في أثناء تلك الحركة، الطبقات التي تطفو فوق باطن الأرض تتحرك وتغير من مكانها إذا حدث وانفجرت يحدث تصاعد للابة (حمم لافا) بينها مكونة سلاسل براكين (كالتي تحدث في مركز المحيط الأطلنطي في قاع البحر أو في الهوائي بجزر ايسلندا )، وذلك لأن الطبقة الأوراسية والطبقة الأمريكية تتباعد كل عام بسرعة بضعة سنتيمترات، ولكن حين تقترب طبقتين من بعضهما فهما يمثلان تجاوز بعضهما البعض أي أن تتراكب طبقة فوق الأخرى مكونة بذلك سلاسل الجبال عبر مضاعفة سمك الطبقات التي أصبحت مزدوجة، حيث يحدث تجاوز أو تشابك أو تداخل في التراكيب أو اقتحام أرضي، ويعوض هذا التأثير هبوط أطراف الصدع التي أصبحت أثقل في الوزن وبذلك فهي تعمل على إطالة باطن الأرض التحتي قليلا، ولكن في هذه الحالة يغلب تأثير التجاوز عليها وهكذا تتكون الجبال، وهكذا تكون جبال الألب التي تكونت نتيجة لتصادم الطبقة الأوراسية (الطبقة التي نعيش عليها) والطبقة الأفريقية التي تتقارب فيما بينهما، وكذلك هو الحال في جبال الهيمالايا حيث تصادمت الطبقة الهندية مع الطبقة الأوراسية. وتتصادم الطبقات في حركة بطيئة جدا حيث لا تتعدى سرعة انتقال الطبقات ١٠ إلى ٢٠ سم في العام ولكن هذا يستمر طويلا (في حالة جبال الألب منذ ٣٠٠ مليون عام وأقل قليلا) فيما يتعلق بالمرحلة الحالية لجبال الهيمالايا. في النهاية، قد تندفن طبقة أسفل طبقة أخرى بدلا من أن تتجاوزها هو ما حدث في اليونان وفي ايطاليا، أو في حالة الطبقة الأفريقية التي دفنت أسفل قاع البحر فتهبط الطبقة لتصل إلى باطن الأرض فتسخن وتبدأ بالذوبان، وهكذا يتكون أنواع مختلفة من البراكين التي تترك جزء من هذه المادة المذابة لكي تطفو وهو حال بركان اتناEtna و فيزوفVisuve وسانتورين أوثيرا santorin وهي براكين نشيطة.
كيف تتكون الصخور فلنبدأ في شرح الموضوع عبر خطوات:
• ما هي التربة؟
إذا قمنا بجمع بعض التربة من الحديقة يمكننا ملاحظة بسهولة أنها ليست مادة خاملة كقطعة الجرانيت (التي نجدها عند حافة الرصيف)، على أحسن الأحوال يمكننا بواسطة عدسة مكبرة ملاحظة أنها تحتوي على بقايا نباتات وكائنات ميكروسكوبية، وبالاستعانة بالمجهر يتكشف لنا مجموعة غنية جدا ومتنوعة من الكائنات الحية الدقيقة المتناهية في الصغر التي يمكن رؤيتها بالعدسة المكبرة (كالقراديات) وحتى البكتيريا التي قد تصل أعدادها إلى الملايين في محتوى ملعقة شاي صغيرة من التربة. ففي الحقيقة تلك الأرض التي نطلق عليها اسم تربة تحتوي على عدد كبير من الكائنات الحية والحيوانات والنباتات وبقايا كائنات ميتة، وأخيرا مادة خاملة إلى حد ما ذات طبيعة معدنية وهي مكونة من حصى ناعم (تجمعات صخرية ذات قطر يتراوح بين ١-٢ مم) وحبات من الرمل يسهل رؤيتها ولكن المكون الأساسي يكون من الغضار (الطين: صخر رسوبي يتكون من فتات دقيقة جدا يقل قطر حبيباته عن ٠.٠٥ من الملليمتر وتركيبه الأساسي سيليكات الألومونيوم المائية) الذي يضفي على التربة الطابع الطيني أو الصلصالي.
ملحوظة: هناك تنوع كبير في ألوان التربة وذلك يرجع لطبيعة الغضار (الطين) ونوع البقايا العضوية التي تحتويها.. وفي تصنيف أنواع التربة (في العلوم التي نطلق عليها اسم علم التربة) يعد لون التربة من الثوابت المهمة لتصنيفها.
• هل هناك أمثلة لتربة تحولت إلى صخور؟
الإجابة على هذا السؤال تتطلب تعريف كلمة "حجر" وكلمة "صخر" وهذا الأخير هو المفرد الذي نفضل استخدامه نحن الجيولوجيين، لا أظن أنه يمكننا عمل ذلك أو أن نقوم بتعريف ذلك بصورة عامة، فمن الأسهل إيجاد أمثلة مضادة لمواد لا يمكن اعتبارها من الصخور. إذا فلنعرف الصخر على أنه وفقا لمكوناته يعد مادة طبيعية خاملة ولا توجد مشكلة في الاستعانة بحواف الرصيف المصنوعة من الجرانيت كمثال أو برمال الشاطئ حتى وإن كان بها العديد من القواقع حية شرط أن يتم تنظيفها من جميع الحيوانات الصغيرة التي تعلق بها. هناك صخور أخرى مشتركة كالطباشير الذي يتم استخراجه من المحاجر المكونة فقط من صدفات الحيوانات المجهرية الدقيقة، ويعد البترول وثلج الجليديات (أغطية جليدية سميكة قد تكون في مساحات واسعة أو في أودية أو على قمم الجبال) والأراضي الجليدية في المناطق القطبية وكذلك البازلت من الصخور، ومن المعروف تحول الطين الي مادة تشبه الصلصال إلى مادة تشبه الصخور وهي الفخار وذلك بالاحراق في الفرن حيث يصنع من الطوب، وبما أن هناك في الطبيعة ظواهر يمكنها أن "تطهو" التربة بطريقة طبيعية منها أمثلة لطوب طبيعي وتكون وسيلة التسخين هنا هي الانسكاب البركاني التي تنتشر فوق الأرض، هذه الأرض المشوية طبيعيا، ويتم التعرف على ذلك ببساطة لأننا نتعرف على آثار حفرية لأجزاء من كائنات حية كآثار أوراق وجذور شجر.
• كيف تتكون الصخور:
من الناحية الوصفية يجب التفريق بين "الصخرة" و"الصخور" أي بين أصل الشيء الذي نراه أي شكله (ككتل الصخور أسفل الجرف الساحلي، أو الحصى المدور الذي يوجد بالبحيرة، أو كتلة مستديرة من الصوان أو عمود سداسي من البازلت أو قطعة من حجر جيري .. الخ )، وبين أصل المادة المكونة للصخرة. ولكنني سأهتم بالمادة المكونة حيث أنني أعتقد أن هذا هو أصل السؤال وليس معنى ذلك أننا نحن العلماء لا نهتم بأشكال الزلط (في معملنا قمنا بتركيب آلة خاصة لدراسة تكوين أشكال حصى البحيرات الناعم من خلال الكتل والأجزاء الحادة من الصخور التي تم إحضارها من مجرى السيل نتيجة لانهيار صخري أو لانزلاق أرضي أو متكونة من بقايا الكتل الصخرية الأخرى) وإذا قمنا بعمل قائمة بجميع الصخور التي نعرفها جميعا يمكننا أن نتسلى بمحاولة تخمين أصولها وطرق تكوينها ثم محاولة تأليف بعض الدروس حولها. هكذا قام الجيولوجيون بتحديد ثلاثة أنواع كبيرة للصخور وفقا لثلاث طرق أساسية لتكوين الصخور، ومن الصخور المشتركة لدى جميع الكائنات الحية بالتأكيد هي والتي تنتج عن ترسب وتراكم مواد أخرى على سطح الأرض وهو ترسب يلحقه عملية تحول قليلة وهو ما يحدث مع الرمال والطباشير والملح الصخري (الطبيعي / هاليت) وفحم الخث (بقايا نباتية ناقصة التفحم ذات لون أسود أو بني قاتم تتكون في المستنقعات و الأماكن الرطبة).
وكون الفحم قد دفن منذ وقت طويل (عامل الوقت) وعلى عمق إلى حد ما عميق (عامل الضغط والحرارة) يجعله يتحول إلى حد ما. وهذا ما يحدث كذلك مع العديد من الصخور الكلسية فتلك الصخور قد تحتوي على حفريات إذا كانت درجة التحول كبيرة فذلك يرجع إلى تعرض المادة إلى درجة ضغط أو حرارة قوية مما ينتج عنه تفاعل كيماوي فيحدث طهو أو طبخ حقيقي فنحصل على صخور متحولة.
أمثلة بسيطة على هذا النوع من الصخور: الشست (صخر متحول ذو بنية ورقية ينفصل إلى طبقات رقيقة) من الصلصال والرخام من الحجر الكلسي، عند دراسة هذا التحول من خلال وسائل أكثر تحليلاً من خلال إجراء التحليل الكيميائي ومن خلال علوم المعادن يمكننا الربط بين تحول مادتهم الصلبة، المرحلة التي تلي التحول هي عملية انصهار لهذه المواد وهي غالبا ما تشير إلى هذه الصخور بالجرانيت. كما أن هناك صخوراً بركانية التي يتكون أغلبها نتيجة لانصهار الصخور العميقة بباطن الأرض مجموع تلك الصخور تكونت تحت تأثير حرارة عالية بدون أو من خلال حدوث انصهار مما يكون ما يسمى بالصخور النارية (صخور تشكلت بتصلب الماجما (الصهارة أو الحمم) الذائبة المندسّة)، بالطبع تتجاهل الطبيعة تلك التصنيفات فهناك العديد من الأنواع التي توجد بين تلك التصنيفات الكبيرة، وهناك جميع أنواع الحجارة الرملية (صخر رسوبي ملتحم مؤلف من حبات الرمل ومعادن أخرى) التي تتوسط بين رمال الكثبان الصحراوية وصخور الكوارتز التي تستخدم أحيانا في الأرصفة حيث لا يمكن التمييز بين ذرات الرمل وبعضها . بالطبع إن حلقة تحول الصخور تنغلق مثلا حين يوجد الجرانيت عرضة للمناخ والغلاف البيولوجي وهي محركات لتآكل هذه الصخور وتحولها إلى رواسب.. ولكن يجب الحذر فهذا المنطق الخاص بتحول الصخور إلى بعضها البعض لا يمكن تعميمه فهو لا يعمم الا علي الصخور وليس على صخور القارات فينتج شيء مختلف تماما عن انصهار الصخور البركانية، وقد تم التطرق إلى ذلك في السؤال السابق منذ عام أو اثنين. عامة يوجد بباطن الأرض ما يطلق عليه اسم بطانة أرضية، وهي صلبة على أنها مرنة وتندمج من خلال حركة كبيرة بطيئة (تحرك ١سم في العام)، ناقلة في حركتها الصخور الساخنة إلى سطح الكرة الأرضية، وعند السطح يقل الضغط، وتبدأ الصخور في الانصهار على بعد أقل من ١٠٠كم تحت سطح الأرض ويسمى السائل الذي يتكون عند هذه المناطق النادرة جدا بالمجما من البازلت. عندما تصل المجما إلى السطح حيث تكون أقل كثافة تكون حسب الحال إما البراكين أو شق بمنتصف المحيط.
• تجارب حول تحول التربة لصخور؟
بالفعل لا يوجد تجارب يمكن إجراؤها بالفصل إلا إذا وجد فرن لصهر السيراميك وهذا ليس مفضلاً من الجهة الأمنية، ولكن لإعطائك فكرة عما يمكن إجراؤه من تجارب يبدو لي أن طهو صلصال لصنع فخار يمكن أن يفيد كمثال للتفكير (مع العلم أنه مع استخدامك الطين سيحدث تكربن للمادة العضوية مما سينتج عنه تلوث ولن يضيف الكثير من الناحية العلمية والتربوية)، فإذا قمنا بترك صلصال الفخار هذا ليجف داخل فرن المنزل وبإدارته سنجد به جميع خصائص المرونة البلاستيكية للصلصال ولن يحدث تحول نهائي، ولكن بالتسخين في درجة حرارة أعلى سيفقد الصلصال هذه الخاصية ففرن صهر السيراميك يمكنه أن يصل إلى درجة حرارة ٥٠٠ درجة مئوية وهي كما هو واضح تجربة لا تصل لإجرائها مع التلاميذ. من وجهة نظري كعالم جيولوجي فإني أفضل منهج الملاحظة الذي قد يبعدنا قليلا عن المنهج المتبع على موقع "اكتشف بنفسك". وهذا المنهج يقوم على ملاحظة العينات وصور الأراضي أو يفضل كذلك ملاحظة التكشف الصخري الجيولوجي إذا وجدت هذه الظاهرة بالقرب منكم.
ومع السلامة
السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته
كيف تتكون سلاسل جبال الألب
إن جبال الألب كما هو حال جميع سلاسل الجبال تتكون نتيجة لآلية تصادم الطبقات التي تكون سطح الأرض (تكتاتونية الطبقات: جزء من علم الأرض يبحث في بنية القشرة الأرضية وما ينشأ فيها من تغيرات بفعل القوى الباطنة، ودراسة الظواهر البنيوية للأرض وأسبابها)، في الواقع تتكون الأرض من طبقات كبيرة يصل عددها إلى حوالي خمسة عشر طبقة تتكدس على باطن الأرض العميق (النطاق الذي يقع بين القشرة الأرضية واللب ويتركب من مواد فوق قاعدة كغطاء) والذي يكون ساخناً ورخواً وقابلاً للتشكيل. في حين تكون الطبقات نفسها صلبة جدا وتتحرك من مكانها. ويصل سمكها إلى ٣٠ كم تزداد في قاع القارات وتقل في قاع المحيطات، فالطبقات تتحرك بالنسبة لبعضها لأن باطن الأرض التحتي (والذي يصل سمكه وحده إلى ٣٠٠٠ كم) يكون به خلايا تصاعدية عبارة عن لفائف تتحرك صعودا وهبوطا كما يحدث في إناء على النار حيث يكون الماء الساخن في القاع خفيف فيصعد إلى أعلى والماء البارد على السطح يهبط إلى أسفل.في أثناء تلك الحركة، الطبقات التي تطفو فوق باطن الأرض تتحرك وتغير من مكانها إذا حدث وانفجرت يحدث تصاعد للابة (حمم لافا) بينها مكونة سلاسل براكين (كالتي تحدث في مركز المحيط الأطلنطي في قاع البحر أو في الهوائي بجزر ايسلندا )، وذلك لأن الطبقة الأوراسية والطبقة الأمريكية تتباعد كل عام بسرعة بضعة سنتيمترات، ولكن حين تقترب طبقتين من بعضهما فهما يمثلان تجاوز بعضهما البعض أي أن تتراكب طبقة فوق الأخرى مكونة بذلك سلاسل الجبال عبر مضاعفة سمك الطبقات التي أصبحت مزدوجة، حيث يحدث تجاوز أو تشابك أو تداخل في التراكيب أو اقتحام أرضي، ويعوض هذا التأثير هبوط أطراف الصدع التي أصبحت أثقل في الوزن وبذلك فهي تعمل على إطالة باطن الأرض التحتي قليلا، ولكن في هذه الحالة يغلب تأثير التجاوز عليها وهكذا تتكون الجبال، وهكذا تكون جبال الألب التي تكونت نتيجة لتصادم الطبقة الأوراسية (الطبقة التي نعيش عليها) والطبقة الأفريقية التي تتقارب فيما بينهما، وكذلك هو الحال في جبال الهيمالايا حيث تصادمت الطبقة الهندية مع الطبقة الأوراسية. وتتصادم الطبقات في حركة بطيئة جدا حيث لا تتعدى سرعة انتقال الطبقات ١٠ إلى ٢٠ سم في العام ولكن هذا يستمر طويلا (في حالة جبال الألب منذ ٣٠٠ مليون عام وأقل قليلا) فيما يتعلق بالمرحلة الحالية لجبال الهيمالايا. في النهاية، قد تندفن طبقة أسفل طبقة أخرى بدلا من أن تتجاوزها هو ما حدث في اليونان وفي ايطاليا، أو في حالة الطبقة الأفريقية التي دفنت أسفل قاع البحر فتهبط الطبقة لتصل إلى باطن الأرض فتسخن وتبدأ بالذوبان، وهكذا يتكون أنواع مختلفة من البراكين التي تترك جزء من هذه المادة المذابة لكي تطفو وهو حال بركان اتناEtna و فيزوفVisuve وسانتورين أوثيرا santorin وهي براكين نشيطة.
كيف تتكون الصخور فلنبدأ في شرح الموضوع عبر خطوات:
• ما هي التربة؟
إذا قمنا بجمع بعض التربة من الحديقة يمكننا ملاحظة بسهولة أنها ليست مادة خاملة كقطعة الجرانيت (التي نجدها عند حافة الرصيف)، على أحسن الأحوال يمكننا بواسطة عدسة مكبرة ملاحظة أنها تحتوي على بقايا نباتات وكائنات ميكروسكوبية، وبالاستعانة بالمجهر يتكشف لنا مجموعة غنية جدا ومتنوعة من الكائنات الحية الدقيقة المتناهية في الصغر التي يمكن رؤيتها بالعدسة المكبرة (كالقراديات) وحتى البكتيريا التي قد تصل أعدادها إلى الملايين في محتوى ملعقة شاي صغيرة من التربة. ففي الحقيقة تلك الأرض التي نطلق عليها اسم تربة تحتوي على عدد كبير من الكائنات الحية والحيوانات والنباتات وبقايا كائنات ميتة، وأخيرا مادة خاملة إلى حد ما ذات طبيعة معدنية وهي مكونة من حصى ناعم (تجمعات صخرية ذات قطر يتراوح بين ١-٢ مم) وحبات من الرمل يسهل رؤيتها ولكن المكون الأساسي يكون من الغضار (الطين: صخر رسوبي يتكون من فتات دقيقة جدا يقل قطر حبيباته عن ٠.٠٥ من الملليمتر وتركيبه الأساسي سيليكات الألومونيوم المائية) الذي يضفي على التربة الطابع الطيني أو الصلصالي.
ملحوظة: هناك تنوع كبير في ألوان التربة وذلك يرجع لطبيعة الغضار (الطين) ونوع البقايا العضوية التي تحتويها.. وفي تصنيف أنواع التربة (في العلوم التي نطلق عليها اسم علم التربة) يعد لون التربة من الثوابت المهمة لتصنيفها.
• هل هناك أمثلة لتربة تحولت إلى صخور؟
الإجابة على هذا السؤال تتطلب تعريف كلمة "حجر" وكلمة "صخر" وهذا الأخير هو المفرد الذي نفضل استخدامه نحن الجيولوجيين، لا أظن أنه يمكننا عمل ذلك أو أن نقوم بتعريف ذلك بصورة عامة، فمن الأسهل إيجاد أمثلة مضادة لمواد لا يمكن اعتبارها من الصخور. إذا فلنعرف الصخر على أنه وفقا لمكوناته يعد مادة طبيعية خاملة ولا توجد مشكلة في الاستعانة بحواف الرصيف المصنوعة من الجرانيت كمثال أو برمال الشاطئ حتى وإن كان بها العديد من القواقع حية شرط أن يتم تنظيفها من جميع الحيوانات الصغيرة التي تعلق بها. هناك صخور أخرى مشتركة كالطباشير الذي يتم استخراجه من المحاجر المكونة فقط من صدفات الحيوانات المجهرية الدقيقة، ويعد البترول وثلج الجليديات (أغطية جليدية سميكة قد تكون في مساحات واسعة أو في أودية أو على قمم الجبال) والأراضي الجليدية في المناطق القطبية وكذلك البازلت من الصخور، ومن المعروف تحول الطين الي مادة تشبه الصلصال إلى مادة تشبه الصخور وهي الفخار وذلك بالاحراق في الفرن حيث يصنع من الطوب، وبما أن هناك في الطبيعة ظواهر يمكنها أن "تطهو" التربة بطريقة طبيعية منها أمثلة لطوب طبيعي وتكون وسيلة التسخين هنا هي الانسكاب البركاني التي تنتشر فوق الأرض، هذه الأرض المشوية طبيعيا، ويتم التعرف على ذلك ببساطة لأننا نتعرف على آثار حفرية لأجزاء من كائنات حية كآثار أوراق وجذور شجر.
• كيف تتكون الصخور:
من الناحية الوصفية يجب التفريق بين "الصخرة" و"الصخور" أي بين أصل الشيء الذي نراه أي شكله (ككتل الصخور أسفل الجرف الساحلي، أو الحصى المدور الذي يوجد بالبحيرة، أو كتلة مستديرة من الصوان أو عمود سداسي من البازلت أو قطعة من حجر جيري .. الخ )، وبين أصل المادة المكونة للصخرة. ولكنني سأهتم بالمادة المكونة حيث أنني أعتقد أن هذا هو أصل السؤال وليس معنى ذلك أننا نحن العلماء لا نهتم بأشكال الزلط (في معملنا قمنا بتركيب آلة خاصة لدراسة تكوين أشكال حصى البحيرات الناعم من خلال الكتل والأجزاء الحادة من الصخور التي تم إحضارها من مجرى السيل نتيجة لانهيار صخري أو لانزلاق أرضي أو متكونة من بقايا الكتل الصخرية الأخرى) وإذا قمنا بعمل قائمة بجميع الصخور التي نعرفها جميعا يمكننا أن نتسلى بمحاولة تخمين أصولها وطرق تكوينها ثم محاولة تأليف بعض الدروس حولها. هكذا قام الجيولوجيون بتحديد ثلاثة أنواع كبيرة للصخور وفقا لثلاث طرق أساسية لتكوين الصخور، ومن الصخور المشتركة لدى جميع الكائنات الحية بالتأكيد هي والتي تنتج عن ترسب وتراكم مواد أخرى على سطح الأرض وهو ترسب يلحقه عملية تحول قليلة وهو ما يحدث مع الرمال والطباشير والملح الصخري (الطبيعي / هاليت) وفحم الخث (بقايا نباتية ناقصة التفحم ذات لون أسود أو بني قاتم تتكون في المستنقعات و الأماكن الرطبة).
وكون الفحم قد دفن منذ وقت طويل (عامل الوقت) وعلى عمق إلى حد ما عميق (عامل الضغط والحرارة) يجعله يتحول إلى حد ما. وهذا ما يحدث كذلك مع العديد من الصخور الكلسية فتلك الصخور قد تحتوي على حفريات إذا كانت درجة التحول كبيرة فذلك يرجع إلى تعرض المادة إلى درجة ضغط أو حرارة قوية مما ينتج عنه تفاعل كيماوي فيحدث طهو أو طبخ حقيقي فنحصل على صخور متحولة.
أمثلة بسيطة على هذا النوع من الصخور: الشست (صخر متحول ذو بنية ورقية ينفصل إلى طبقات رقيقة) من الصلصال والرخام من الحجر الكلسي، عند دراسة هذا التحول من خلال وسائل أكثر تحليلاً من خلال إجراء التحليل الكيميائي ومن خلال علوم المعادن يمكننا الربط بين تحول مادتهم الصلبة، المرحلة التي تلي التحول هي عملية انصهار لهذه المواد وهي غالبا ما تشير إلى هذه الصخور بالجرانيت. كما أن هناك صخوراً بركانية التي يتكون أغلبها نتيجة لانصهار الصخور العميقة بباطن الأرض مجموع تلك الصخور تكونت تحت تأثير حرارة عالية بدون أو من خلال حدوث انصهار مما يكون ما يسمى بالصخور النارية (صخور تشكلت بتصلب الماجما (الصهارة أو الحمم) الذائبة المندسّة)، بالطبع تتجاهل الطبيعة تلك التصنيفات فهناك العديد من الأنواع التي توجد بين تلك التصنيفات الكبيرة، وهناك جميع أنواع الحجارة الرملية (صخر رسوبي ملتحم مؤلف من حبات الرمل ومعادن أخرى) التي تتوسط بين رمال الكثبان الصحراوية وصخور الكوارتز التي تستخدم أحيانا في الأرصفة حيث لا يمكن التمييز بين ذرات الرمل وبعضها . بالطبع إن حلقة تحول الصخور تنغلق مثلا حين يوجد الجرانيت عرضة للمناخ والغلاف البيولوجي وهي محركات لتآكل هذه الصخور وتحولها إلى رواسب.. ولكن يجب الحذر فهذا المنطق الخاص بتحول الصخور إلى بعضها البعض لا يمكن تعميمه فهو لا يعمم الا علي الصخور وليس على صخور القارات فينتج شيء مختلف تماما عن انصهار الصخور البركانية، وقد تم التطرق إلى ذلك في السؤال السابق منذ عام أو اثنين. عامة يوجد بباطن الأرض ما يطلق عليه اسم بطانة أرضية، وهي صلبة على أنها مرنة وتندمج من خلال حركة كبيرة بطيئة (تحرك ١سم في العام)، ناقلة في حركتها الصخور الساخنة إلى سطح الكرة الأرضية، وعند السطح يقل الضغط، وتبدأ الصخور في الانصهار على بعد أقل من ١٠٠كم تحت سطح الأرض ويسمى السائل الذي يتكون عند هذه المناطق النادرة جدا بالمجما من البازلت. عندما تصل المجما إلى السطح حيث تكون أقل كثافة تكون حسب الحال إما البراكين أو شق بمنتصف المحيط.
• تجارب حول تحول التربة لصخور؟
بالفعل لا يوجد تجارب يمكن إجراؤها بالفصل إلا إذا وجد فرن لصهر السيراميك وهذا ليس مفضلاً من الجهة الأمنية، ولكن لإعطائك فكرة عما يمكن إجراؤه من تجارب يبدو لي أن طهو صلصال لصنع فخار يمكن أن يفيد كمثال للتفكير (مع العلم أنه مع استخدامك الطين سيحدث تكربن للمادة العضوية مما سينتج عنه تلوث ولن يضيف الكثير من الناحية العلمية والتربوية)، فإذا قمنا بترك صلصال الفخار هذا ليجف داخل فرن المنزل وبإدارته سنجد به جميع خصائص المرونة البلاستيكية للصلصال ولن يحدث تحول نهائي، ولكن بالتسخين في درجة حرارة أعلى سيفقد الصلصال هذه الخاصية ففرن صهر السيراميك يمكنه أن يصل إلى درجة حرارة ٥٠٠ درجة مئوية وهي كما هو واضح تجربة لا تصل لإجرائها مع التلاميذ. من وجهة نظري كعالم جيولوجي فإني أفضل منهج الملاحظة الذي قد يبعدنا قليلا عن المنهج المتبع على موقع "اكتشف بنفسك". وهذا المنهج يقوم على ملاحظة العينات وصور الأراضي أو يفضل كذلك ملاحظة التكشف الصخري الجيولوجي إذا وجدت هذه الظاهرة بالقرب منكم.
ومع السلامة
31/12/14, 05:41 am من طرف ياراا
» كورس تصميم مواقع من مركز طيبة التعليمى
03/06/12, 08:44 pm من طرف طيبة
» مقاولات المومنيوم
10/04/12, 03:46 pm من طرف ابن الهديه
» لعبة air guard للتحميل
15/03/12, 12:39 am من طرف محمد ضاحى
» أفضل الصوالين في الغربية
12/03/12, 08:47 pm من طرف أم الجورية
» زبيدي من الردود
25/01/12, 02:54 am من طرف داود الزبيدي
» من جد مهجور ويخوف
20/01/12, 08:51 pm من طرف لمسة حب
» تبي تحس بقيمة اللي تحبة؟؟تبي تحس بقيمة اللي تحبة؟؟
20/01/12, 08:32 pm من طرف لمسة حب
» ياناس مدري هل انا حي أو مَيْت
20/01/12, 08:25 pm من طرف لمسة حب