وصل ارتفاع الأمازون إلى الحد الأعلى واتسع عالم طيور المستنقعات وتماسيح الكينون وأكبر حيوان قارض في العالم ونما شبل صغير ليصبح نمرًا شجاعًا وما هذا النمر سوى "بالان" ابن "زيكو وكالوا" وانتهى المطاف بالدلفين "شان" إلى خليج صغير داخل النهر حيث استقلى عاجزًا عن إطعام نفسه ينتظر الموت.
غمر الضوء النهر لكن هذا المظهر خادع فالأمازون يحمل كميات هائلة من الطمي والطين لدرجة أن الشمس لا يصل إلى قاع النهر وبالتالي تستحيل عملية التمثيل الضوئي في القاع فلا ينمو أي نبات فيه.
تنساق سمكة وسط حيوانات ونباتات النهر اللامعة نحو قدرها المحتوم كفريسة تؤكل.
تشعر الدلفين "بورا" بجوع شديد ويستهلك الدلفين نحو عشرة كيلو جرامات من السمك يوميًّا وتكاد "بورا" أن تكون عمياء إذن ما جدوى قوة الإبصار من العالم المعتم داخل النهر لقد ميزها الله تعالى بقدرتها على تحديد موقع فريستها بواسطة الصدى إذ تنطلق موجات صوتية تنعكس عن أية أجسام أو عوالق تصادفها لترتد نحو أعضاء الحس في الدلفين ويعيد الدماغ تركيب خريطة صوتية لما يحيط به.
لم يتوصل العلماء بعد لمعرفة الأعضاء التي تطلق الأصوات التي تمكن الدولفين من تحديد موقع ضحيته لكن المعروف أن خطم الدولفين وذلك لانتفاخه الدهنية على جبهته وذلك يلعبان دورا في هذه العملية.
أصيبت السمكة الضارية بالذهول والارتباك لكنها نجت في آخر لحظة ولم تظهر الدولفين "بورا" اهتماما بها بعد أن أفلتت السمكة الضارية من بين فكيها.
تعود السمكة الضارية لتنضم إلى سربها ورغم اسمها المخيف فإن السمكة الضارية لا تهاجم الثدييات التي تدخل النهر وإنما تهاجم الأسماك الأخرى بعدوانية متناهية فالأسماك هي غذاؤها الرئيسي.
لا يبدي سرب الأسماك الضارية في البداية اهتمامًا بسمكة السلور المصابة لكن الأمر لا يتطلب أكثر من ملاحظة سمكة ضارية واحدة لهذه الفريسة وأن تشم رائحة الجرح حتى يصاب السرب بجنون جماعي يجعله يهاجمه فورًا.
لا تسبب الأسماك الضارية أية إزعاج للدولفين "بورا" التي تصعد نحو السطح لتتنفس بين فترة وأخرى ثم تغوص ثانية.
لا يتمتع دولفين الأمازون بروح المرح والحيوية التي تميز دولفين المحيط ولا تكاد زعانفه الظهرية والذيلية تترك أثرًا على سطح الماء.
عاود "بورا" الشعور بالجوع قدر الله للسمكة الضارية التي نجت قبل برهة أنها اقتربت أكثر مما يجب من "بورا" وقدر الله لها هذه المرة أن تشهد نهاية حزينة داخل معدة الدلفين التي لم تعف عنها ثانية.
في الصباح تشعر الحيوانات بأن الغابة نبع حنان وعذوبة كحضن الأم الدفيء الذي يمنح الشعور بالأمان والاكتفاء.
تلد أنثى النمر ما بين صغير إلى أربعة وقد ولدت بإذن الله تعالى صغيرين قبل بضعة أسابيع أسميناهما" بالان وكين".
أظهر "بالان" أظهر أنه الأجرأ والأكثر توقًا لاكتشاف أسرار الغابة بنبتاتها وأشجارها لكن ورقة نبات أو لحاء شجرة لا يكفيان لإشباع فضوله.
قبل أن تدع "كالوا" صغيريها كان عليها أن تجهز لهما وكرًا مناسبًا وسط الشجيرات وشهد هذا الوكر ولادة ا لشبلين وفيه أمضيا أيامهما الأولى ولم تفتح عيونهما إلى بعد مضي أسبوعين وكعادة النمور رحل "زيكو" عن كالوا بعد أن تزاوجا وتكفلت "كالوا" بتربية صغيريها وكانت تضطر أن تقوم بتركهما في الوكر أحيانًا لعدة ساعات لتصطاد ما يسد رمقها ويمكنها من استعادة قوتها فكنا "بالان" يستغل فترة غياب الأم ليغامر بالخروج من الوكر والتجول في الغابة.
رغم أن غياب الأم يعرض الصغيرين إلى الخطر إلا أنها لم يكن لها خيار آخر بعد أن تركها النمر "زيكو" أن تربي صغارها لوحدها.
لم ننصف الغابة إذا وصفناها متاهة خضراء لهذا الشبل المغامر المستكشف فهي لا تكون مظلمة أو معادية أو قاسية عندما يشعر الشبل أن أمه وشقيقيه قريبان منه تحت الأشعة المتراقصة يتعلم "بالان" يوما ما كيف يتسلق الأشجار ليصطاد فريسة قد تلتجئ إليها أحيانًا.
لكن غريزته تدله الآن منذ الآن على آثار مخالب النمور على لحاء الأشجار وسيتعلم "بالان" في المستقبل كيف يحدد مناطق النفوذ في الغابة عن طريق شم رائحة البول المتراكمة بين الأشجار.
في ذلك الزمن السحيق الذي لا يعمله إلا أحد إلا الله خلق الله ذلك الكون الفسيح وجعله في توازن دقيق وخلق الأرض وما عليها، فالصرصور مثلا ينتمي لأكثر رتب الحشرات قِدَمًا وكان يزحف على سطح الأرض قبل مائتين إلى مائتين وخمسين مليون سنة سابقًا ظهور الديناصور لفترة طويلة والله تعالى أعلم.
يساعده جسمه الرقيق على الإنزلاق بسهولة تحت الأوراق الميتة وداخل أدق الشقوق في التربة ويتغذى الصرصور على الفضلات العضوية حيث أن جسمه قادر على هضم المواد النباتية.
برز في هذه اللحظة عنكبوت ترنتولا دفعه الجوع إلى البحث عن فريسة يعتبر هذا العنكبوت آلة استشعار حقيقية فهو يملك أربع أزواج من العيون ومجموعة من الأعضاء تمكنه من تحليل أية ذبذبات ينقلها الهواء أو التربة.
أما الصرصور فيحمل في مؤخرة بطنه زوائد حساسة تلتقط أضعف اهتزاز أو تنفس يحدث خلفه ورغم قرون الاستشعار الأمامية واللواقط الخلفية الحساسة يبدو الصرصور ساهيًا عن وجود العنكبوت وكأنه لم يدرك أن هذا الجسم الساكن المتجمد أمامه ليس نبتةً وإنما مفترس خطير.
لا يدرك الصرصور خطأه إلا بعد فوات الأوان عندما يتحرك العنكبوت لينقض عليه لكن الصرصور يقاوم رغم أن المرحلة الأولى من المعركة لا تدوم طويلاً ... ولا يبدو أن الصرصور قد كسب المعركة.
لكن العنكبوت يقلب نفسه فوقه يغرس أشواكه في جسده؛ ما زال الصرصور يقاوم لذا يحتاج جرعة أخرى من السم، وما إن ينتشر السم في عروقه حتى تكون المعركة قد حسمت ولم تمض لحظات حتى تعلق الصرصور بين فكي العنكبوت الذي حمل ضحيته متجهًا إلى بيته.
لكنه لم يلاحظ وجود رفيقه وسرعان ما ينتقل الصرصور من يد لأخرى؛ لقد زوده الله بغدد حرير على بطنه هذه الغدد تحفز لتفرز يكفن بها فريسته وتغزل الخيوط بواسطة مغازل دقيقة على فتحات الغدد الحريرية لكن ترننتولا وهو من أقدم العناكب على سطح الأرض يعجز عن نسج خيوطه على شكل شبكة كباقي العناكب.
يفرز العنكبوت في جسم الصرصور أنزيمات هاضمة تحوله إلى مادة سائلة ثم يمتص هذه المادة تاركًا القشرة الفارغة.
تبدو الغابة أحيانا مهجورة بلا سكان لكن "الغوطي" الموانع يبين لنا سريعًا خطأ هذا الاعتقاد قد يترأى لهذا الحيوان الساكن الأشجار والذي ينتصب زيله للأعلى بأنه الوحيد هنا لكنه سيتعرض للقاء تلو الآخر.
رغم أن هناك "الغوطي" وصغارها تشكل مجموعات راقية التنظيم إلا أن الذكور الصغيرة تطرد وتعيش وحيدة وهي في الواقع لا تختلط برفاقها إلا نادرًا لكنها تستمتع بمواجهة الحيوانات الأخرى التي تقطن ... الأشجار.
بينما ينشغل " القوطي" في استكشاف ركنه الصغير في الغابة يقرر ركن صوفي الجسم أن يدخل بعض الحيوية في الجو وسرعان ما يبدأ اللعب مستغلاًّ نحب الأشجار كمنصة وثب مثالية.
بعد أن يسأم من عرض الألعاب يقرر القرد أن يمتع نفسه فيرتجل سقطة حرة وقد زود الله هذه الحيوانات اللاهية بذيول قادرة على إمساك الأغصان كالأيدي متيحة لأرجلها ولأياديها حرية القيام بمهام أخرى.
إن هذه ميزة تفتقدها قرود أسيا وأفريقيا وهكذا فإن ظاهرة التكيف تساعد الكائنات الحية دائما على إيجاد حلول دائمًا على تحديات البيئة.
لا يقتصر التكيف مع ظروف الحياة فوق الأشجار على "القوطي" و"القرد" "ببغاء المكو" زوده الله تعالى بعضو إضافي للتعلق بالأغصان وهذا العضو هو منقاره الذي يتشبث بالأغصان أو حتى بلحاء الشجر كما أنه ملائم تماما لفتح البذور والبندق وهو غذاؤه الرئيسي.
يسهل التعرف على زوج من الببغاوات بريشهما الأزرق الزاهي وهما يجهزان عشهما في تجويف شجرة ميتة وبين الفينة والأخرى يتوقفان قليلاً عن العمل ليطلقها أصواتًا متناغمة.
يكرس "ببغواء المكو" وقتا طويلاً لممارسات التزاوج وعادة ما يبقى الزوجان معا طوال حياتهما ويعبران دائما عن حبهما المتبادل بواسطة الملاطفات بملامسة منقاريهما.
لا يعرف مجتمع "ببغاء المكو"بما فيه مكو الزنبقيات حالات تعدد الإناث ويشترك الزوجان دائمًا معا في القيام بالمهام الحياتية الأساسية كتجهيز العش كما أنهما يتعاونان في العناية بفراخها التي يبلغ عددها عادة اثنين أو ثلاثة تلازم العش أربعة أشهر قبل أن تصل إلى مرحلة الاعتماد على النفس.
وقد جعل الله رباطًا قويًّا بين هذه الأنواع من الطيور حيث يواجه الزوجان معًا محن الحياة ومشاكلها كبيرة كانت أم تافهة فهما يشكلان جبهة في وجه أي مغتصب يحاول الاعتداء على العش.
لقد اختار الزوجان عشهما وجهزاه والعش بالنسبة لهما ليس مجرد ملجأ وإنما هو مسكن بكل معنى الكلمة.
أما "نمر الجاجور" فيعتبر الغابة بأكملها بيتًا له فهو يعتبر نفسه مسيطرًا لكن "بالان" متعب وكين المرح يريد أن يلهو.
سيتعلم "كين وبالان" قريبًا كيف يصطادان ويقتلان كما تفعل النمور البالغة ورغم أنهما ما زالا في طور الرضاعة فإن "كالوا" تحضر لهم أحيانًا طيورًا وحشرات كبيرة حتى يعتادا على رائحة الدم وطعم اللحم ولن يمضي وقت طويل حتى يتعلما كيف يلعبان بالسلاحف والحلزون ليكتشفان أن الألعاب تكسر ثم تؤكل وعندما يفعلان ذلك يكون فطامهما قد حان.
أخيرًا ينام المفترس الصغير مع ضربات أخيه "كين" ويرغب "كين " بالبقاء مستيقظًا لكنه سرعان ما يستلم هو أيضا لنوم عميق عمق الغابة.
غمر الضوء النهر لكن هذا المظهر خادع فالأمازون يحمل كميات هائلة من الطمي والطين لدرجة أن الشمس لا يصل إلى قاع النهر وبالتالي تستحيل عملية التمثيل الضوئي في القاع فلا ينمو أي نبات فيه.
تنساق سمكة وسط حيوانات ونباتات النهر اللامعة نحو قدرها المحتوم كفريسة تؤكل.
تشعر الدلفين "بورا" بجوع شديد ويستهلك الدلفين نحو عشرة كيلو جرامات من السمك يوميًّا وتكاد "بورا" أن تكون عمياء إذن ما جدوى قوة الإبصار من العالم المعتم داخل النهر لقد ميزها الله تعالى بقدرتها على تحديد موقع فريستها بواسطة الصدى إذ تنطلق موجات صوتية تنعكس عن أية أجسام أو عوالق تصادفها لترتد نحو أعضاء الحس في الدلفين ويعيد الدماغ تركيب خريطة صوتية لما يحيط به.
لم يتوصل العلماء بعد لمعرفة الأعضاء التي تطلق الأصوات التي تمكن الدولفين من تحديد موقع ضحيته لكن المعروف أن خطم الدولفين وذلك لانتفاخه الدهنية على جبهته وذلك يلعبان دورا في هذه العملية.
أصيبت السمكة الضارية بالذهول والارتباك لكنها نجت في آخر لحظة ولم تظهر الدولفين "بورا" اهتماما بها بعد أن أفلتت السمكة الضارية من بين فكيها.
تعود السمكة الضارية لتنضم إلى سربها ورغم اسمها المخيف فإن السمكة الضارية لا تهاجم الثدييات التي تدخل النهر وإنما تهاجم الأسماك الأخرى بعدوانية متناهية فالأسماك هي غذاؤها الرئيسي.
لا يبدي سرب الأسماك الضارية في البداية اهتمامًا بسمكة السلور المصابة لكن الأمر لا يتطلب أكثر من ملاحظة سمكة ضارية واحدة لهذه الفريسة وأن تشم رائحة الجرح حتى يصاب السرب بجنون جماعي يجعله يهاجمه فورًا.
لا تسبب الأسماك الضارية أية إزعاج للدولفين "بورا" التي تصعد نحو السطح لتتنفس بين فترة وأخرى ثم تغوص ثانية.
لا يتمتع دولفين الأمازون بروح المرح والحيوية التي تميز دولفين المحيط ولا تكاد زعانفه الظهرية والذيلية تترك أثرًا على سطح الماء.
عاود "بورا" الشعور بالجوع قدر الله للسمكة الضارية التي نجت قبل برهة أنها اقتربت أكثر مما يجب من "بورا" وقدر الله لها هذه المرة أن تشهد نهاية حزينة داخل معدة الدلفين التي لم تعف عنها ثانية.
في الصباح تشعر الحيوانات بأن الغابة نبع حنان وعذوبة كحضن الأم الدفيء الذي يمنح الشعور بالأمان والاكتفاء.
تلد أنثى النمر ما بين صغير إلى أربعة وقد ولدت بإذن الله تعالى صغيرين قبل بضعة أسابيع أسميناهما" بالان وكين".
أظهر "بالان" أظهر أنه الأجرأ والأكثر توقًا لاكتشاف أسرار الغابة بنبتاتها وأشجارها لكن ورقة نبات أو لحاء شجرة لا يكفيان لإشباع فضوله.
قبل أن تدع "كالوا" صغيريها كان عليها أن تجهز لهما وكرًا مناسبًا وسط الشجيرات وشهد هذا الوكر ولادة ا لشبلين وفيه أمضيا أيامهما الأولى ولم تفتح عيونهما إلى بعد مضي أسبوعين وكعادة النمور رحل "زيكو" عن كالوا بعد أن تزاوجا وتكفلت "كالوا" بتربية صغيريها وكانت تضطر أن تقوم بتركهما في الوكر أحيانًا لعدة ساعات لتصطاد ما يسد رمقها ويمكنها من استعادة قوتها فكنا "بالان" يستغل فترة غياب الأم ليغامر بالخروج من الوكر والتجول في الغابة.
رغم أن غياب الأم يعرض الصغيرين إلى الخطر إلا أنها لم يكن لها خيار آخر بعد أن تركها النمر "زيكو" أن تربي صغارها لوحدها.
لم ننصف الغابة إذا وصفناها متاهة خضراء لهذا الشبل المغامر المستكشف فهي لا تكون مظلمة أو معادية أو قاسية عندما يشعر الشبل أن أمه وشقيقيه قريبان منه تحت الأشعة المتراقصة يتعلم "بالان" يوما ما كيف يتسلق الأشجار ليصطاد فريسة قد تلتجئ إليها أحيانًا.
لكن غريزته تدله الآن منذ الآن على آثار مخالب النمور على لحاء الأشجار وسيتعلم "بالان" في المستقبل كيف يحدد مناطق النفوذ في الغابة عن طريق شم رائحة البول المتراكمة بين الأشجار.
في ذلك الزمن السحيق الذي لا يعمله إلا أحد إلا الله خلق الله ذلك الكون الفسيح وجعله في توازن دقيق وخلق الأرض وما عليها، فالصرصور مثلا ينتمي لأكثر رتب الحشرات قِدَمًا وكان يزحف على سطح الأرض قبل مائتين إلى مائتين وخمسين مليون سنة سابقًا ظهور الديناصور لفترة طويلة والله تعالى أعلم.
يساعده جسمه الرقيق على الإنزلاق بسهولة تحت الأوراق الميتة وداخل أدق الشقوق في التربة ويتغذى الصرصور على الفضلات العضوية حيث أن جسمه قادر على هضم المواد النباتية.
برز في هذه اللحظة عنكبوت ترنتولا دفعه الجوع إلى البحث عن فريسة يعتبر هذا العنكبوت آلة استشعار حقيقية فهو يملك أربع أزواج من العيون ومجموعة من الأعضاء تمكنه من تحليل أية ذبذبات ينقلها الهواء أو التربة.
أما الصرصور فيحمل في مؤخرة بطنه زوائد حساسة تلتقط أضعف اهتزاز أو تنفس يحدث خلفه ورغم قرون الاستشعار الأمامية واللواقط الخلفية الحساسة يبدو الصرصور ساهيًا عن وجود العنكبوت وكأنه لم يدرك أن هذا الجسم الساكن المتجمد أمامه ليس نبتةً وإنما مفترس خطير.
لا يدرك الصرصور خطأه إلا بعد فوات الأوان عندما يتحرك العنكبوت لينقض عليه لكن الصرصور يقاوم رغم أن المرحلة الأولى من المعركة لا تدوم طويلاً ... ولا يبدو أن الصرصور قد كسب المعركة.
لكن العنكبوت يقلب نفسه فوقه يغرس أشواكه في جسده؛ ما زال الصرصور يقاوم لذا يحتاج جرعة أخرى من السم، وما إن ينتشر السم في عروقه حتى تكون المعركة قد حسمت ولم تمض لحظات حتى تعلق الصرصور بين فكي العنكبوت الذي حمل ضحيته متجهًا إلى بيته.
لكنه لم يلاحظ وجود رفيقه وسرعان ما ينتقل الصرصور من يد لأخرى؛ لقد زوده الله بغدد حرير على بطنه هذه الغدد تحفز لتفرز يكفن بها فريسته وتغزل الخيوط بواسطة مغازل دقيقة على فتحات الغدد الحريرية لكن ترننتولا وهو من أقدم العناكب على سطح الأرض يعجز عن نسج خيوطه على شكل شبكة كباقي العناكب.
يفرز العنكبوت في جسم الصرصور أنزيمات هاضمة تحوله إلى مادة سائلة ثم يمتص هذه المادة تاركًا القشرة الفارغة.
تبدو الغابة أحيانا مهجورة بلا سكان لكن "الغوطي" الموانع يبين لنا سريعًا خطأ هذا الاعتقاد قد يترأى لهذا الحيوان الساكن الأشجار والذي ينتصب زيله للأعلى بأنه الوحيد هنا لكنه سيتعرض للقاء تلو الآخر.
رغم أن هناك "الغوطي" وصغارها تشكل مجموعات راقية التنظيم إلا أن الذكور الصغيرة تطرد وتعيش وحيدة وهي في الواقع لا تختلط برفاقها إلا نادرًا لكنها تستمتع بمواجهة الحيوانات الأخرى التي تقطن ... الأشجار.
بينما ينشغل " القوطي" في استكشاف ركنه الصغير في الغابة يقرر ركن صوفي الجسم أن يدخل بعض الحيوية في الجو وسرعان ما يبدأ اللعب مستغلاًّ نحب الأشجار كمنصة وثب مثالية.
بعد أن يسأم من عرض الألعاب يقرر القرد أن يمتع نفسه فيرتجل سقطة حرة وقد زود الله هذه الحيوانات اللاهية بذيول قادرة على إمساك الأغصان كالأيدي متيحة لأرجلها ولأياديها حرية القيام بمهام أخرى.
إن هذه ميزة تفتقدها قرود أسيا وأفريقيا وهكذا فإن ظاهرة التكيف تساعد الكائنات الحية دائما على إيجاد حلول دائمًا على تحديات البيئة.
لا يقتصر التكيف مع ظروف الحياة فوق الأشجار على "القوطي" و"القرد" "ببغاء المكو" زوده الله تعالى بعضو إضافي للتعلق بالأغصان وهذا العضو هو منقاره الذي يتشبث بالأغصان أو حتى بلحاء الشجر كما أنه ملائم تماما لفتح البذور والبندق وهو غذاؤه الرئيسي.
يسهل التعرف على زوج من الببغاوات بريشهما الأزرق الزاهي وهما يجهزان عشهما في تجويف شجرة ميتة وبين الفينة والأخرى يتوقفان قليلاً عن العمل ليطلقها أصواتًا متناغمة.
يكرس "ببغواء المكو" وقتا طويلاً لممارسات التزاوج وعادة ما يبقى الزوجان معا طوال حياتهما ويعبران دائما عن حبهما المتبادل بواسطة الملاطفات بملامسة منقاريهما.
لا يعرف مجتمع "ببغاء المكو"بما فيه مكو الزنبقيات حالات تعدد الإناث ويشترك الزوجان دائمًا معا في القيام بالمهام الحياتية الأساسية كتجهيز العش كما أنهما يتعاونان في العناية بفراخها التي يبلغ عددها عادة اثنين أو ثلاثة تلازم العش أربعة أشهر قبل أن تصل إلى مرحلة الاعتماد على النفس.
وقد جعل الله رباطًا قويًّا بين هذه الأنواع من الطيور حيث يواجه الزوجان معًا محن الحياة ومشاكلها كبيرة كانت أم تافهة فهما يشكلان جبهة في وجه أي مغتصب يحاول الاعتداء على العش.
لقد اختار الزوجان عشهما وجهزاه والعش بالنسبة لهما ليس مجرد ملجأ وإنما هو مسكن بكل معنى الكلمة.
أما "نمر الجاجور" فيعتبر الغابة بأكملها بيتًا له فهو يعتبر نفسه مسيطرًا لكن "بالان" متعب وكين المرح يريد أن يلهو.
سيتعلم "كين وبالان" قريبًا كيف يصطادان ويقتلان كما تفعل النمور البالغة ورغم أنهما ما زالا في طور الرضاعة فإن "كالوا" تحضر لهم أحيانًا طيورًا وحشرات كبيرة حتى يعتادا على رائحة الدم وطعم اللحم ولن يمضي وقت طويل حتى يتعلما كيف يلعبان بالسلاحف والحلزون ليكتشفان أن الألعاب تكسر ثم تؤكل وعندما يفعلان ذلك يكون فطامهما قد حان.
أخيرًا ينام المفترس الصغير مع ضربات أخيه "كين" ويرغب "كين " بالبقاء مستيقظًا لكنه سرعان ما يستلم هو أيضا لنوم عميق عمق الغابة.
31/12/14, 05:41 am من طرف ياراا
» كورس تصميم مواقع من مركز طيبة التعليمى
03/06/12, 08:44 pm من طرف طيبة
» مقاولات المومنيوم
10/04/12, 03:46 pm من طرف ابن الهديه
» لعبة air guard للتحميل
15/03/12, 12:39 am من طرف محمد ضاحى
» أفضل الصوالين في الغربية
12/03/12, 08:47 pm من طرف أم الجورية
» زبيدي من الردود
25/01/12, 02:54 am من طرف داود الزبيدي
» من جد مهجور ويخوف
20/01/12, 08:51 pm من طرف لمسة حب
» تبي تحس بقيمة اللي تحبة؟؟تبي تحس بقيمة اللي تحبة؟؟
20/01/12, 08:32 pm من طرف لمسة حب
» ياناس مدري هل انا حي أو مَيْت
20/01/12, 08:25 pm من طرف لمسة حب